استقبلت جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع الجمعية القطرية للسرطان خبراء من جميع أنحاء العالم في حرمها الجامعيّ ليقدموا أحدث أبحاثهم وآرائهم حول الابتكارات التكنولوجية للكشف عن السرطان والوقاية منه. وقد حضر المؤتمر الدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا وعلماء وباحثين من المؤسسات والمنظمات الأكاديمية المحلية والدولية بما في ذلك الوكالة الدولية لبحوث السرطان.
ركز المؤتمر على أهميّة بناء مستقبل يستخدم التكنولوجيا المتطوّرة للوقاية من السرطان والكشف عنه. وتلخصت الأهداف الرئيسية في تحديد التقنيات المستخدمة وذات الأولوية في الوقاية من السرطان والكشف عنه وذلك طبقاً لسياسات دولة قطر وفهم أفضل الممارسات لاعتماد التقنيات الناشئة في المقاربات التي تعتمد على تداخل التخصصات والقطاعات. كما تهدف الابتكارات التكنولوجية للكشف عن السرطان والوقاية منه أيضًا إلى التعرف على الحلول التكنولوجية للتغلب على التحديات التي تواجه تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان والكشف عنه بناءً على آراء من المجتمع الطبي والأشخاص المصابين بالسرطان. كما ركز المؤتمر على التعاون في مجال الوقاية من السرطان وإجراء بحوث الكشف عنه، بالإضافة إلى تحديد مجالات البحث ذات الأولوية وتقديم التوصيات لواضعي السياسات المشاركين في تنفيذ خطة قطر للسرطان 2023-2026.
وذكر الدكتور سالم بن ناصر النعيمي، رئيس جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا، خلال كلمته الترحيبية أن: "هذا المؤتمر هو ثمرة سلسلة شهرية من المحادثات التي تناولت مرض السرطان والتي بدأت منذ أكثر من عام بالتعاون مع الجمعية القطرية للسرطان. باعتبارنا أول جامعة تطبيقية في قطر، نحن نؤمن بأهمية تسخير العلوم والتكنولوجيا التطبيقية لإطلاق إمكانيات جديدة وخدمة البشرية بشكل أفضل. إن محاربة السرطان ليست معركة سهلة، ولكن يُظهر وجود الخبراء معنا اليوم التزامًا كبيرًا بالتعاون والمساعدة في الكشف عن السرطان والوقاية منه. وفي هذا الإطار، تجري كلية العلوم الصحية في الجامعة العديد من الأبحاث وتعمل على تطوير قوى عاملة متخصصة ذات كفاءة عالية قادرة على العمل في مجال الرعاية الصحية، لاسيّما تقديم العناية الخاصة بالأفراد. ولا شكّ بأنّ هذه القوى مستعدّة للانخراط في فرق متعددة التخصصات والتعاون لتلبية احتياجات قطاع الرعاية الصحية ودعم الاستراتيجيّة الوطنيّة للصحّة والاستراتيجية الوطنية لرعاية مرضى السرطان. أنا على ثقة تامة بأنّه من خلال تعاوننا معاً سنتمكّن من معالجة الجوانب المتعددة للتكنولوجيا في القطاع الصحي ولعب دور محوريّ في العمل على تطورات تكنولوجيّة تساعد في تحسين تجربة الرعاية بالمريض وتساهم في إنقاذ الأرواح."
وفي كلمته، ثمن سعادة الشيخ الدكتور خالد بن جبر آل ثاني، مؤسس ورئيس الجمعية القطرية للسرطان جهود جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا في مجال الرعاية الصحية، معرباً عن سعادته بهذا التعاون الذي يأمل أن تكون اللبنة لشراكات مستقبلية تعود بالنفع على جميع أفراد المجتمع، لاسيما المتعايشين مع المرض.
وأوضح سعادته أن هذا التعاون يأتي انطلاقاً من الدور الذي يقوم به الطرفان في خدمة المجتمع والشراكة الفاعلة، التي تُسهم في تحقيق الأهداف التي تنصب في صالح الجميع لاسيما وأن قضية مكافحة السرطان تحتاج لتكاتف الجهود واستمراريتها من اجل التصدي للمرض لاسيما وأنه يتيح الفرصة لبناء شراكات وثيقة في إطار العمل المشترك لنشر الوعي والمساهمة في تقديم الخدمات الصحية والإنسانية لمرضى السرطان، آملاً مزيد من التعاون تأكيداً على رؤية الجمعية في أن نكون منصة الشراكة المجتمعية لجعل قطر رائدة في مجال الوقاية من السرطان وتخفيف آثاره.
وقد تناول مؤتمر الابتكارات التكنولوجية للكشف عن السرطان والوقاية منه العديد من المواضيع المهمّة مثل الابتكارات التكنولوجية في البرنامج الوطني للكشف عن سرطان الثدي، وتقييم الأجهزة القائمة على الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، والمؤشرات الحيوية في المصل والبلازما واللعاب لسرطان الرأس والرقبة، والحد من تكرار الإصابة بالسرطان، والحد من مخاطر الإصابة بالسرطان في البيئة، والاختبار الجيني للوقاية من السرطان، وتجارب مراكز فحص السرطان المتنقلة في عمان، والسلوك المعرفي والعوائق المنظورة في ما يتعلق بفحص السرطان ومخاطره، ودور جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا في تطوير القدرات للحدّ من مخاطر السرطان والكشف عنه عن طريق استخدام التكنولوجيا. وشهدت الفعالية كذلك حلقة نقاش حول تحديات الكشف عن سرطان الرئة في دولة قطر.
يُعتبر المؤتمر الدولي المدمج حول الابتكارات التكنولوجية للكشف عن السرطان والوقاية منه نشاطًا تعليميًا جامعاً معتمدًا (الفئة 1) على النحو المحدد من قبل وزارة الصحة العامة - إدارة المهن الصحية- إدارة الاعتماد.