عندما كنت أدرس في الجامعة، قدمت خدماتي كمعلم مجاني لمادة الرياضيات، وساعدت في تنظيم العديد من فعاليات الحرم الجامعي، بما في ذلك مهرجان الثقافات مع فريق ناشط من زملائي الطلاب.  لقد تطوّعت بجدية وصنعت بعض الذكريات الرائعة وشعرت بالرضا لأنّني كنت "أرد الجميل".  لكن هل كنت أساعد الآخرين فقط؟

هناك ما يقدر بمليار شخص في العالم يتطوعون – نسبة كبيرة من السكان – ويعملون بنشاط تطوعي في مختلف المجتمعات.  إنّه رقم مؤثّر!  ولكن ما الذي يجذب الكثير من الأشخاص في تقديم الوقت أو الجهد أو المشورة مجانا؟

في عالمنا اليوم المليء بالتحدّيات، قد يتساءل البعض عن سبب قيامنا بأي عمل مجانا.  لكن التطوع ليس طريقا ذا اتجاه واحد.  إنه أعمق من مجرد مساهمة ومن الممكن أن يقدم فائدة كبيرة للمتطوعين أنفسهم.  وعندما نتطوع بالوقت لمجتمعنا، أو نساعد في تقديم المشورة بشأن مشروع ما، أو نساهم في إكمال مهمة معينة – نحن أنفسنا نتعلم أشياء جديدة ونكتسب الخبرة ونستمتع باكتشاف وجهات نظر جديدة.  هذا الأمر لا يقدر بثمن، ويدفعنا للخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا ويساعدنا على النمو.

نحن في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا نقدّر أهميّة التطوّع ونشجّع مختلف الفئات للانخراط في هذا المجال.  فالتطوع يطور العقول الشابة، ويسمح للأجيال الأكبر سناً بالإعطاء من خبراتهم.  أنا فخور بأن أكثر من 1400 فرد في المجتمع من طلاب جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا وأعضاء هيئة التدريس والموظفين قد تطوعوا في كأس العالم في قطر هذا العام.  وهناك أكثر من 20,000 متطوع يساعدون في تقديم هذه البطولة الدولية الرائعة، وما كانت البطولة على ما هي عليه لولا عملهم الشاق.

هناك عدد لا حصر له من الفرص المحيطة بنا للتقدم ومساعدة مجتمعنا ورد الجميل وتطوير أنفسنا.  يمكنك المساعدة في تنظيم مؤتمر أو أسبوع تخرج، أو يمكنك المساعدة في إنقاذ الحيوانات أو في حدث رياضي للشباب أو في مؤسسة خيرية تعليمية.  كل شيء ممكن، وكل ما تقدمه للآخرين مهم.

وسواء كنت تساعد زملائك الطلاب في حل مسألة رياضيات، أو تساعد في تنظيم بطولة دولية، فإن التطوع يمكنك من إرساء جهات اتصال جديدة واكتساب خبرة ومهارات قيمة.  كن منفتحا على التغيير، وامنح طاقتك، وقدم آراءك ودعمك.  كن متطوعا وسترى بنفسك النتيجة.